Saturday, October 30, 2021

زيارة لفرنسا وهولندا سبتمبر 2021

وصلت باريس بعد الحصول على فيزا سياحية لمدة سنتين بعد ترانزيت ساعتين بمطار صبيحة أصبنا بالذعر عندما وزع علينا طاقم الطائرة استمارات لتعبئتها وورقة تعهد بحجر منزلي لمدة 14 يوم ومتطلبات أخرى أهمها فحص سلبي لكورونا لا يتجاوز يومين.. وكما توقعت فقد كان هذا الإجراء قديما وعند الوصول كانت شهادة التطعيم بحرعتين كافية للحصول على ختم الدخول وبدون أي تعهدات أو حجر صحي وهو ما يتطابق مع آخر التحديثات في قوانين وزارة الخارجية الفرنسية من مطار أورلي أخذت الحافلة ثم الترام للوصول إلى منطقة بلجران Belgrand حيث حجزت الفندق، ما حدث أثناء ركوب الحافلة هو أن أحد المسافرين وضع كيسا ورقيا بأعلى حقيبته قرب الباب ثم ذهب للجلوس بالخلف ولم ينتبه للدوي الذي أحدثه سقوط الكيس والذي لفت نظر الواقفين بالقرب من أمتعته حتى إذا ما جاء بعد عدة دقائق ووجد أغراضه ملقاة على الأرض انفجر بالسيدة الأقرب إلى أمتعته وحدثت بينهم ملاسنة شديدة اللهجة. في مساء اليوم الأول بعد مواعدة الصديق الفرنسي (ميدي) ولقائنا بالأحضان تمشينا بالقرب من كنيسة نوتردام الشهيرة التي خلدها هيوجو في رواية(أحدب نوتردام) والتي للأسف كانت مغلقة بسبب الحريق الذي تعرضت له قبل أكثر من سنة لتضيع علي وللمرة الثانية فرصة دخولها، بعد ذلك تجولنا بالحي اللاتيني Quartier Latin حيث المنطقة الراقية والمكتبات، وعرجنا على مقهى Les Deux Magots(لي دو ماجو) الذي كان يتجمع فيه رواد الثقافة بباريس مثل سارتر وكامو ودي بوفوار ثم جلسنا لتناول القهوة بأحد الكافيهات هنالك حيث استعرضت مع ميدي جدول الزيارة وساعدني بحجز تذكرة أونلاين لليوم التالي لأجل زيارة قصر فرساي ب١٨ يورور عند الوصول بالقطار لمقاطعة فرساي القريبة من باريس وأخذ سيارة Uber كان القصر الفسيح يمتد على مساحات شاسعة جدا، حجزت ب ١٠ يورور أولا لأجل الدخول إلى الحدائق الواسعة المحيطة بالقصر.. يمكنك الوصول بسهولة إلى فرساي عن طريق القطار بتذكرة 3.5 يورو للشخص باتجاه واحد ومثله عند العودة، في السهرة مع الأصدقاء الفرنسيين بعد ذلك بثلاثة أيام أخبرتهم كيف أنني فكرت في ضخامة الميزانية التي لا بد أنها أنفقت لتشييد عمارة القصر الضخم والتماثيل واللوحات العظيمة بداخلها فكان ما أخبروني به أشد غرابة حيث أن مساحة القصر كانت بحيرة تم إخلاؤها ورفع مستوى الأرض لأجل أن يسهل تشييد القصر والأغرب منه ما أخبروني به من أن النبلاء كل صباح كانوا يحظون بشرف حضورهم لرؤية الملك وهو يتغوط!! أمر آخر أخبروني به وهو أن القصر كان يخلو من أماكن قضاء الحاجة وأن وجود الخدم كان كافيا لتنظيف القصر من المخلفات العضوية للجهازين الهضمي والبولي لأفراد الأسرة المالكة والتي يحدث أن تظهر بين الفينة والأخرى في أركان القصر. أنسب طريقة للتنقل داخل باريس هي المواصلات العامة(المترو-الترام-الحافلات) وقد أخذت بطاقة صالحة لثلاث أيام تشمل جميع هذه المواصلات بقيمة 27 يورو لمناطق باريس 1 و2 و3 تذكرة اللوفر أيضا ساعدني ميدي بحجزها اونلاين بأَول مساء حين تلاقينا وقيمتها ٢٠ يورو للشخص، واللوفر كان قلعة عاش فيها ملوك فرنسا قبل أن يقرر لويس الرابع عشر تركها والانتقال إلى قصر فرساي ثم يتم بعد قرنين تحويلها إلى متحف، وفعلا كما قال الأصدقاء الفرنسيون لاحقا فإن المتحف لا يمكن الإنتهاء من رؤية جميع ما فيه بزيارة واحدة ولا حتى بزيارتين ولكن كان يكفي أن أزور جناح الفن الإيطالي وأن أرى الموناليزا بأم عيني رغم الزحام حولها والانتظار في طابور لما يقرب من نصف الساعة، عند مدخل المتحف سترى الهرم الزجاجي ببوابته التي يليها سلم متحرك إلى تحت الأرض، إذا كنت من قراء داون براون المتحمسين له ولروايته الشهيرة شفرة دافنشي فسوف تدرك فورا أن هذا التصميم الهرمي الدخيل على الطراز القروسطي قد تم بأمر من الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران وقد طلب أن يتم استخدام 666 لوحا زجاجيا لإنشائه وهو ما قدح زناد فكر عشاق نظرية المؤامرة الذين ربطوا هذا الرقم بطائفة عبدة الشيطان. للوصول إلى كنيسة القلب الأقدس Sacre coeur يمكنك النزول بمحطة مترو Abesses وثم تختار إما صعود الدرجات إلى أعلى هضبة مونتمارت الشهيرة التي ترى منها باريس وجميع معالمها تقريبا والتي توجد بها الكنيسة وهي عملية صعود متعبة، الخيار الآخر هو أن تأخذ التلفريك.. بالقرب من الكنيسة يوجد متحف لرائد الفن السوريالي سلفادور دالي وتذكرة الدخول ب13 يورو حيث ترى بالداخل سكتشات غير مكتملة لأعماله وبعضا من تماثيله الغرائبية والإيروتيكية. أما حديقة Parc des Buttes Chaumont فلا يمكن لعقل أن يتصور وجودها في قلب مدينة باريس حيث سوف تشعر بأنك انتقلت. بغتة من مدينة إسمنتية جامدة إلى قطعة أرض إستوائية ذات مساحة شاسعة بطرقها التي تعلو تارة وتهبط أخرى وجسورها وبحيراتها وتلالها الخلابة وأجزم أنك سوف ترغب بالعودة لها مجددا. أول ما لفت انتباهي حين مغادرة الحافلة لحدود باريس هو الطواحين الهوائية العملاقة وكأنما بمراوحها تشير باتجاه أرض الطواحين هولندا حيث تتوجه الحافلة بمسيرها، كانت الطواحين تنتشر بكثرة في فرنسا حيث توفر ما يقرب من 5٪ من إنتاج البلد من الكهرباء، أما طواحين هولندا التي كانت تبلغ 30 ألفا في قبل قرون وكانت تستخدم لطحن الحبوب ولنقل المياه إلى قنوات الري فلم يبق منها سوى ألف طاحونة تقريبا بتصاميمها القديمة زاهية الألوان. وسيلة النقل التي اخترتها كانت حافلة blabla car وهو تطبيق وموقع إنترتي فرنسي المنشأ ويستخدم بكثرة في أنحاء أوروبا وقبل أن يصبح لديهم أسطولهم الخاص من الحافلات كانوا فقط يعتمدون على الوساطة بين أصحاب السيارات الذين يودون التنقل بين المدن من جهة والركاب الذين لديهم نفس الوجهة من جهة أخرى، فتتم الوساطة الافتراضية بين الطرفين والاتفاق على مبلغ الدفع، ولأنني لم أجد شاغرا في سيارات المتنقلين بين المدن فقد أخذت الخيار الوحيد المتاح وهو الحافلات المملوكة لنفس الشركة. (35 يورو كانت رسوم الرحلة) أول ما يلفت الانتباه بأمستردام هو كثرة الدراجات الهوائية، ربما أكثر من البشر وهذا ما لاحظته حينما طلع الصباح بعد الرحلة الليلية من باريس لهولندا، وعندما وقفت بمحطة الترام في منطقة Plantage بالقرب من الفندق ركب معي رجل يبدو غريبا عن البلد وعند طاولة التذاكر بداخل الترام خاطبته باللغة العربية فاتضح أنه خليجي وأنه لا يتكلم غير العربية ولأنه لم يكن يحمل بطاقة مصرفية ولأن الترام لا يقبل الدفع النقدي فقد اضطرراةت لأعطائه بطاقتي وأخذت أخرى - وهي بطاقة تتيح لك استخدام جميع المواصلات ل24 ساعة- بعد حديث طال بيني وبينه أخبرني فيه أنه محام في الستينات من العمر وأنه زار هولندا عشر مرات تقريبا و أخبرني كيف أن الإنسان في عمره لا بد له من الترفيه عن نفسه بعد أن ضمِن العيش الكريم لأبنائه، كنا نمشي على الأقدام حينما وصلت للفندق الذي اتفقت الصدفة أن يكون مستأجرا هو فيه أيضا، كان يرغب في أن نكون معا طوال مكوثي بهولندا وأنه أدرى بالأماكن والمطاعم، في تلك اللحظة كان يساورني شعور بالضيق والسأم من كثرة حديثه وكنت أرغب في أن يدعني وشأني فاستغللت الفرصة عندما صعد لإحضار هاتفه لأتسلل بعيدا، ولحسن الحظ لم نلتق بعدها طوال الأيام الأربعة التالية. ميدان المتاحف كان أول محطة للزيارة وعندما تعبر الطريق الذي يخترق متحف الفنون سوف تقابلك البحيرة الطويلة بتمثال (النوايا الحسنة) الذي يمثل دميتين عملاقتين تشبهان ميكي ماوس بدون ملامح للوجه و أحدهما أطول من الآخر الصغير الممسك برجله من الخلف كتعبير عن الأبوة والأمومة، متحف فان جوخ كان هو المقصد حيث تتعرف على مراحل حياة الفنان الأشهر الذي مات منتحرا في أواخر العشرينات من عمره، كما يعرض المتحف بعض رسوماته التي لم تستول عليها المتاحف العالمية. قبل ربع ساعة نجحت في الوصول إلى شباك تذاكر FlixBus وشراء التذكرة للحافلة المنطلقة إلى روتردام بعد أن فشلت محاولات الحجز أونلاين بسبب رفض البنك للمعاملات الإلكترونية، بعد قليل حينما كنا بالطريق انتبه جميع الركاب إلى مناورة مفاجئة من السائق لتفادي سيارة أمامه تلاها صوت نفير الحافلة ثم مكابح متتالية، كان صاحب السيارة أمامنا مصرا على منع الحافلة من التقدم مهما حاول سائقنا مناورته وأخرج يده من النافذة بحركات بذيئة، ومن حسن حظنا أن كان سائق الحافلة كبير السن يتسم بالحلم والرشد فمر الموقف بأمان بعد بضع دقائق من العناد وسوء السلوك لقائد السيارة أمامنا. بمحطة روتردام المركزية أخذت الترام إلى البيوت المكعبة التي تشتهر بها المدينة وهي ذات تصميم فريد بجدرانها ذات زاوية الميلان 54 درجة ومقابلها يقع الميدان الذي يحيط به مبنى markthall بتصميمه القوسي العجيب وواجهته الزجاجية التي تعكس صورا للمباني المواجهة وكذلك الكنيسة القديمة من جهة أخرى للميدان. هل تعرف إيراسْمُس؟ إنه الفيلسوف الشهير الذي تفخر به المدينة والذي نشأ نشأة دينية وكان يعد لكي يكون راهبا إلا أنه آثر حياة التجوال والكتابة، أمام مدخل الكنيسة القديمة يوجد تمثال لإيراسمس ممسكا بكتاب يقرأه، بطرف الحديقة الصغيرة أمام البوابة حيث كانت فرقة موسيقية تؤدي بعض المقطوعات الدينية بمنصة مسرحية وقد تحلق حولها الناس والبعض قد أحضر أطفاله في يوم الأحد هذا، وداخل الكنيسة ترى الإبداع في العمارة ككل الكنائس الأوروبية حيث السقف الذي يرتفع شاهقا لأمتار عدة و مصابيح الثريا المتدلية بضخامتها والرسومات التي تحكي قصص القديسين بالجدران. كالعادة.. ها نحن ذا بحافلة(فلكس باص) وهذه المرة من بروكسل في طريق العودة إلى باريس، خلفي يركب أب عربي وولده الصغير قادمان من سوريا عبر اليونان ومن باريس سيذهبان إلى ألمانيا، الولد الصغير مصاب بمتلارمة داون كما فهمت من والده في أثناء الحديث البسيط بيننا حينما كان يسأل إن كان عليه أن يتخذ مقعدا معينا أم أن له حرية اتخاذ أي مقعد يشاء، لم أقدر على منع نفسي من التفكير في حكمة القدر الإلهي من وراء توزيع المعاناة والرفاهية بين البشر وهو تفكير يلح علي مؤخرا ويجعل النفس أكثر إحساسا بالآلام والأحزان التي قسمت لغيرها، تلفتت حولي ناظرا إلى جانبي الطريق بالغابات والقرى الخضراء وأنا أستعيد دهشتي من جمال الطبيعة، الدهشة التي ألاحظ دائما ذبولها جراء التعود والألفة.. وأحيانا بسبب الحنين إلى الديار. بالأمس في بروكسل وقفت الحافلة وسط أمطار غزيرة لأضطر لأخذ سيارة Uber بدل المشي لعشر دقائق إلى الفندق الذي اخترته قرييا من محطة الحافلات، وكالعادة كان اسم السائق يدل على أصله العربي(سالم) وقبله(يونس) في أمستردام، بعد ساعتين حين توقفت الأمطار كان الاتجاه صوب الساحة الكبرى المحاطة بأبنية ذات طراز معماري قوطي أهمها مبنى البلدية Town Hall و متحف بروكسل، كانت فرق من طلاب المدارس تتنافس بينها في مسابقة لا أدري كنهها ولكنم يتراكضون بين السياح و يتحدثون إليهم حتى وصلوا إلي ويسألوني إن كان يمكنني أن أعطيهم عملة من بلدي، أعطيتهم أقل ما أملك من نقد فشكروني وركضوا بحثا عن سائح آخر. أفقت من شرودي على صوت سائق الحافلة يعلن توقفه في محطة مطار شارل ديجول لمدة نصف ساعة قبل المواصلة نحو وجهتنا بقلب باريس، ثار الكثير من الركاب ساخطين لأن ذلك سيعني تأخرنا لمدة ساعة ونصف بعد حساب الازدحام المروري ونقطة التفتيش الأمنية قبلها بساعتين، وهنالك ركاب ستفوتهم حافلات يجب أن يركبوها للذهاب إلى مدن أخرى ومن أحد هؤلاء الركاب كان الأب السوري وابنه إذ ستفوتهما رحلة مدتها ثمان ساعات إلى شتوتجارت الألمانية وهو ما كان فعلا. بعد التواصل مع مسؤولي شركة النقل طلبوا منه حجز فندق حتى موعد الحافلة التالية بالسابعة صباحا وسيقومون بتعويضه عن مبلغ حجز الفندق.. عندما تركتهما بالمحطة كان الأب قد قرر قضاء الليل بالمحطة ورفض عرضي لأن أستاجر له غرفة بفندق قريب بدون إبداء أسباب واضحة. تأخير لأقل من خمس دقائق كان سببا في تفويت قطار الثامنة و40 دقيقة من محطة (جاري سان لازار) لأضطر لحجز قطار التاسعة وعشر دقائق في رحلة تمتد لساعتين ونصف إلى مدينة روان Rouen عاصمة إقليم نورماندي مسقط راس صديقي (ميدي)، بعد توقف القطار بمدينة Everux حان وقت أخذ حافلة Autocar ليكون الوصول في تمام الساعة 11:40 بدل أن يكون في تمام العاشرة لو لم أفوت القطار المباشر إلى روان، كان ميدي بالاستقبال ومعه كانت الجولة في المدينة فزرنا الكاثيدرالية التي يطلق عليها سياحيا اسم نوتردام نورماندي رغم عدم معرفة السكان لذلك واكتفائهم بتسميتها(الكاتدرائية) كنا قبلها قد زرنا كنيسة(جان دارك) وهي المناضلة ضد الإنجليز في القرن الخامس عشر وواحدة من اشهر الشخصيات في تاريخ فرنسا وكنيستها نتخذ شكل اللهب دلالة على الطريقة التي أعدمت بها المناضلة، وفي وسط الباحة يرتفع عاليا جدا العمود الذي أحرقت عليه جان دارك. بعد زيارة لمقبرة الطاعون المسماة تبعا للقديس (سان ماكولو) التي تحولت لاحقا إلى مستشفى ثم في الوقت الحالي هي مجموعة من المحلات التجارية، وأما ساحة سوق الأحد فقد كانت خالية يوم الأربعاء ولكنها تشهد اسبوعيا تجمعا لباعة الأجبان والفواكه واللحوم والملابس وغيرها، روان- مدينة المائة برج كما هو اسم الشهرة- تتخذ شكلا مقعرا وبالجزء المرتفع منها في الضاحية التي توجد بها أحد أجمل المقابر بفرنسا والمدفون بها الأديب الروائي جوستاف فلوبير كان يوجد بيت الصديق ميدي الذي ترعرع فيه والذي لا زال يقطنه والداه المسنان وقد أوصلنا إليه والده ذو الأصول الجزائرية والذي تمكنا من التواصل معه بالعربية الفصحى التي ما زالت بقايا منها مستقرة بذاكرته.. تناولنا القهوة المعدة بالمكبس الفرنسي French press ومعها الحلويات الفرنسية وبعد عبور حديقة المنزل الخضراء الجميلة والمَنحَل الصغير بها، أخذنا جولة في البيت المشيد من الخشب والذي تزينت جدرانه بالتماثيل واللوحات والأوجه الأفريقية ثم جلسنا للقهوة والسمر و انضمت لنا والدة ميدي لاحقا.. تحدثنا عن جمال إقليم نورماندي وعن عمان التي زاروها قبل 3 سنوات وعن السفر والترحال حيث يخطط الوالدان لرحلة بعد إسبوع إلى البرتغال بغرض التنزه والمشي الساحلي.. كذلك تحدثنا عن مستوى المعيشة في فرنسا حيث تتفاوت الضرائب تبعا لدخل الفرد وقد تصل أحيانا إلى 25٪ من الدخل وكيف أن العاطلين عن عمل يستلمون منحة شهرية تقدر ب 450 يورو أي ما يعادل 200 ريالا عماني. حينما يعزمك صديق فرنسي للغداء بمطعم فاستعد لغداء يمتد لساعتين أو أكثر فالغداء هنا مقسم لأربعة أجزاء تبدأ بالمقبلات فالوجبة الرئيسية ثم وجبة الجبن وتنتهي بالحلويات... وإذا كنت لا تعلم فللجبن أهمية خاصة بالبلاد الأوروبية وثقافتها وإعداده هو صناعة وفن له طرق لا تحصى وبعض أنواع الجبن الفاخر يزيد الإقبال عليه كلما تقادم الزمن على تخزينه، أما الغداء الذي عزمني عليه ميدي فكان بمطعم شهير للوجبات البحرية في قلب المدينة وكانت فرصة جميلة لتجربة المطبخ الفرنسي الأصيل، وكانت أطباق السلمون والحلزون المشوي بصلصة الثوم وصلصة الجزر من أشهى ما تذوقت. تاشفين وسلمى وابنتهم الصغيرة.. عائلة فرنسية من أصول مغربية اتفقت الصدفة أنهم مسافرون معنا إلى عمان وحين تم سؤالهم عن شهادة التسجيل بـ E mushrif تطوعت بالشرح لهم عن معنى ذلك ثم وقفت معهم لأكثر من ربع ساعة وساعدتهم بالحجز والدفع رغم صعوبات التواصل فإنجليزتهم لم تكن بالجودة الكافية ويبدو أنه ليس لهم زاد من العربية سوى العبارات ذات الأصل الإسلامي