كانت سنتي قبل الأخيرة في المدرسة و لدي امتحانان في ذلك اليوم .. أخذت معي رواية جيب سبق لي قراءتها مرتين كجميع أخواتها .. أخذتها معي لأجل أن أقرأها بين الامتحانين يبدو أن الثقة بالنفس كانت فائضة عن الحد عندي ذلك اليوم.
بعد الامتحانين توجهت من المدرسة إلى الشارع العام لاوقف سيارة أجرة كالعادة بدل الانتظار لساعتين حتى موعد مغادرة حافلة المدرسة .. و شاء القدر أن أصادف ابن خالي في السوق التجاري القريب من المدرسة حيث يمر شارع العودة إلى قريتنا توقف و عرض علي التوصيل و لكن بعد أن يصطحبني في مشواره السريع فوافقت .. تحدث إلي معتذرا عن رعونته -كما يدعي- في قيادة السيارة خاصة في الطرق غير الممهدة و قال: أنا لا يصح أن اقود سيارة جديدة لأنني لست رقيقا في تعاملي مع السيارات .. سبق لي أن اخذت سيارة اخيك و قد اخبرته أنني لن أقوم بتدليلها.
أذكر انه عرج على المحكمة حيث يشتغل أبي لأجل أن يأخذ توقيعه في ورقة رسمية ما .. كانت أحد المرات القلائل التي أزور فيها والدي في مكان عمله حيث أتلقى حفاوة بالغة من الموظفين الذين يحترمون أبي و يقدرونه بسبب روحه المرحة في تعامله معهم.
بعدها ذهب ابن خالتي لتصليح عطب ما في سيارته - التي لم تحظ منه بالتدليل الكافي- و انتظرت انتهاءه و أنا أتحسس الرواية في جيبي .. فكرت قائلا: يبدو أنني سأقرأها للمرة الثالثة حين أصل إلى البيت.
No comments:
Post a Comment