Monday, December 18, 2017

اهدار الوعي

كم هو الجنس البشري مسرف في اهداره للوعي و عدم تسجيله لما يجري في الذهن .. لنفترض انك قرأت مائة كتاب في حياتك هذا يعني أنا ولجت إلى ما كان يجري في داخل مائة عقل في لحظة من لحظات الزمن و هنالك الملايين من أمثال هذه اللحظات التي أفرزها الوعي البشري يوما تجدها متناثرة في ملايين الكتب بعشرات اللغات و التي لم تقرأها.

كل كتاب أو عملية تدوين بشرية تمثل ترجمة و نقلا ماديا لما جرى يوماما في وعي بشري انتهى و مات أو لا يزال حيا حتى حين .. و إذا فكرت في الأمر ستجد أنه كان بالامكان أن يكون الوعي البشري منذ ولد مع آدم متاحا لنا لنستفيد منه.. صحيح أن حياة واحدة مهما طالت لن تكفي حينها للاطلاع على واحد في المائة من ذلك الانتاج الفكري و لكن سنكون قد ضمنا عدم اهدار الأفكار اللانهائية التي مرت يوما على هذا الكوكب الغافل.

بل حتى و أنا اكتب هذه السطور أشعر بالحسرة على آلاف الأفكار التي مرت يوما ما يداخل عقلي و لم يكتب لها أن ترى النور في سجل المكتوبات و المدونات.. لا أنكر أن القسم الاعظم منها سيكون إلى التفاهة أقرب و لكن هكذا هي معظم الافكار التي وصلتنا عبر التاريخ تم تمحيصها من اصحابها و اختيار ما يصلح منها للنشر.

No comments:

Post a Comment