سنتي الأولى بالجامعة .. كنت قد كفيت نفسي عناء دراسة اللغة الإنجليزية و باشرت دراسة المواد منذ الفصل الأول على عكس معظم زملائي الذين فضلوا ألا ينجحوا في امتحان الاجتياز ليستمتعوا بفصل أو اثنين من دراسة مستويات اللغة.. رأيت اعلانات من جماعة اللغة الإنجليزية لدورات في التحدث و أخرى في الأدب الإنجليزي و غيرهما فقمت بالتسجيل فيها .. بعد الحضور المتكرر لم يعجبني مستوى دورة التحدث أما دروة الأدب فكنت أتوقع أن أجد فيها نوع الأدب الذي كان و ما زال يستهويني (الخيال العلمي و الحركة و الإثارة) و رغم خيبة ظنوني إلا أنني واظبت على الحضور حيث كان أغلب محتواها هو أشعار أجنبية ليست مما يسترعي ذائقتي .. واصلت الحضور ربما بسبب المفردات الجديدة التي كنت أتعلمها أو بسبب توسع الحديث و امتداده إلى السينما و غيرها.
كانت الجلسات تقام مرة اسبوعيا في تمام الساعة الرابعة و أذكر يوم دخلت مرة من المرات أحمل كتاب الفيزياء الأحمر فاستغربت البنت التي كانت موكلة ذلك اليوم بتقديم الدورة و اتسعت عيناها حين علمت أنني طالب هندسها حتى خيل إلي انها تحسبني مجنونا.. كنت حينها شديد الحياء خاصة من الجنس الآخر و كنت أغض البصر بالفطرة و أتحاشى أن تلتقي عيناي بعيني بنت و لأنني كنت دائما ما اختار الكراسي الأمامية فقد كنت تقريبا لا أعرف من زميلاتي إلا الأسماء التي يناديها المحاضر أما الوجوه فقلما لمحت وجها أو وجهين بغير قصد.. في دورة الأدب الإنجليزي تعودت أن تجلس خلفي فتاة هي الأكثر حديثا بيننا نحن الذين قليلا مت تجاوز عددنا أصابع اليد الواحدة و قد كان لصوتها نغمة مميزة تثير الخيال فتجعلني أركب كثيرا من الوحوه المحتملة التي تناسب ذلك الصوت الأنثوي المميز رغم أنني سبق و أن لمحتها غير مرة و لكن لم تنطبع صورتها بذهني و رغم ذلك فقد كنت موقنا أن الوجه الحقيقي لا يمت بأي صلة للوجوه التي كنت أفترضها جديرة بذلك الصوت.
No comments:
Post a Comment